الأحد 13 يوليو 2025 | 12:28 ص

نزع الدولرة يتصاعد عالميًا.. والذهب يستحوذ على 20% من الاحتياطيات


ذكر موقع «إنفيستوبيديا» المتخصص أن الحديث عن نزع "الدولرة" – أي تقليص الاعتماد على الدولار الأمريكي كعملة تداول واحتياطي عالمية – ظل قائمًا منذ سنوات، لكن التطورات الأخيرة تُشير إلى تسارع ملموس في هذه العملية خلال عام 2025، مما يُهدد بمزيد من التراجع في هيمنة الدولار على النظام المالي العالمي.

اقتصادات آسيا والبريكس تقود التحول
وأشار الموقع إلى أن العديد من الاقتصادات، لا سيما في جنوب شرق آسيا ودول مجموعة البريكس، بدأت في اتخاذ خطوات فعلية لتقليل الاعتماد على الدولار من خلال إضفاء الطابع الرسمي على اتفاقات تسوية التجارة بالعملات المحلية، وتشجيع الشركات على تقليل التحوط بالدولار في ظل المخاطر الجيوسياسية وتقلبات سعر الصرف.

وفي هذا السياق، أعطت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) الأولوية في خطتها الاستراتيجية للفترة 2026-2030 لتسوية التجارة والاستثمار عبر الحدود بالعملة المحلية، وهي خطوة من شأنها – بحسب محللي "بنك أوف أمريكا" – تقليص الفواتير الدولارية بنسبة تصل إلى 15% خلال خمس سنوات.

البنوك المركزية والمستثمرون يتجهون نحو الذهب
في المقابل، يتزايد الإقبال على الذهب كبديل آمن. فقد سجلت البنوك المركزية حول العالم مشتريات تجاوزت 244 طنًا متريًا من الذهب في الربع الأول من 2025، وهو رقم يفوق بكثير المتوسط الفصلي خلال السنوات الخمس الماضية.

وأشار الموقع إلى أن الطلب على الذهب لا يقتصر على البنوك المركزية فقط، بل عاد المستثمرون الأفراد إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب بعد عامين من التراجع، لتسجل هذه الصناديق تدفقات بلغت نحو 30 مليار دولار في النصف الأول من 2025 (تعادل 322 طنًا متراكمًا)، وهي أقوى بداية منذ عام 2020.

تراجع حصة الدولار.. وعودة بريق الذهب
أوضح التقرير أن حصة الدولار في الاحتياطيات العالمية تراجعت إلى ما دون 47%، بينما ارتفعت حصة الذهب إلى نحو 20%، ما يشير إلى تحوّل تدريجي في تفضيلات البنوك المركزية والمستثمرين العالميين. هذا التحول، المدفوع بالمخاوف الجيوسياسية (مثل مصادرة الأصول الروسية عام 2022)، يعزز الذهب كمخزن للقيمة وبديل موثوق في بيئة تتسم بعدم اليقين.

زيادة الطلب على الذهب المادي
بالتوازي مع ذلك، ارتفع الطلب على الذهب المادي (الفعلي)، لا سيما من قبل الأفراد في دول مثل الصين والهند، حيث تبحث الأسر عن أدوات ادخار بديلة للدولار. وأشار التقرير إلى أن تكرار هذا الاتجاه في دول أخرى قد يدفع بأسعار الذهب الفورية إلى مستويات تتجاوز 3400 دولار للأوقية.

الذهب يتفوق على مؤشرات الاستثمار
وأكد «إنفيستوبيديا» أن الذهب تفوّق خلال 2025 على أبرز مؤشرات الاستثمار العالمي، بدعم من ارتفاع الطلب الرسمي والخاص، والارتباط السلبي التقليدي مع الدولار. وتُعزز هويته المزدوجة كسلعة وشبه عملة من مكانته كوسيلة تحوط طبيعية ضد تفكك النظام النقدي العالمي.

إعادة تشكيل النظام المالي العالمي
واختتم الموقع تقريره بالتأكيد على أن عملية نزع الدولرة لا تُعد بالضرورة كارثية، لكنها تعني إعادة تشكيل عميقة في طريقة إدارة الاحتياطيات العالمية وسلوك المستثمرين، حيث بات الذهب هو الرابح الأبرز في هذه المرحلة الانتقالية.



استطلاع راى

هل ترى تعديل قانون الإيجار القديم كان خطوة في الاتجاه الصحيح؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 4600 جنيهًا
سعر الدولار 50.59 جنيهًا
سعر الريال 13.52 جنيهًا
Slider Image